نبحث عن الحقيقة

قوة وحكمة مواقف اليمن تذهل العالم

| زيد البعوة

أقلام حرة- طلائع المجد|

اليمن حديث ألسنة البشرية جمعاء على كوكب الأرض وفي الفضاء وعبر الأثير الجميع يعيشون حالة من الذهول من المواقف التي يصنعها أبطال هذا الشعب في معركته المصيرية التي يخوضها بعزة وكرامة ضد الطواغيت والمستكبرين من الغرب والشرق والعرب والعجم، حطم الخطوط الحمراء وكسر قواعد الاشتباك وفعل ما لم يجرؤ على فعله الأخرون وله الحق كل الحق في ما يفعل وقد شهد له بذلك حتى المواطن البسيط الذي يقطن أطراف العالم وحتى الرؤساء والزعماء الى درجة ان الرئيس الروسي تلى قول الله تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ـ وإلى مستوى أن الرئيس التركي قال من قصف اليمن بداية هو الذي صنع الكارثة.

مواقف شجاعة وحكيمة وأعمال بطولية جمعت بين الشدة بالحق واللين القائم على المسؤولية، هذا هو الشعب اليمني الصامد المجاهد بقيادته الحكيمة والشجاعة وجيشه ولجانه وقبائله وكل الشرفاء الأحرار من أبناء اليمن الذين يخوضون غمار الصراع الذي لم يستثن مجالاً من مجالات الحياة، يواجهون الغزاة والمستعمرين الذين يشنون عدواناً ظالماً على بلدهم ويملكون ارادة فولاذية وعزيمة صلبة وقضية محقة فسطروا أروع المواقف على مر التاريخ في العصر الحديث المغمور بالنفاق والطغيان وانعدام الانسانية وشحة القيم الأخلاقية والمبادئ الدينية التي يحث عليها الإسلام ورغم ذلك كله وقف الشعب اليمني شامخاً صامداً كطود لا تهزه العواصف وهو كذلك وواجه التحديات بجميع أنواعها وبرز كقوة عظمى يملك منظومات متعددة من القيم والمبادئ ومنظومات عسكرية استراتيجية ومنظومات معنوية ونفسية لا تقهرها الصعوبات والمشاق بل تزيدها قوة وصلابة.

منذ مارس 2015م الى اليوم يخوض الشعب اليمني صراعاً متعدداً وشاملاً داخلياً وخارجياً على كل المستويات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والإعلامية وغير ذلك إلا أن الشيء المثير للدهشة هو أنه على الرغم من حجم الهجمة التي تستهدف اليمن ارضاً وإنساناً بقيادة دول تحالف العدوان وفي مقدمتها امريكا والسعودية والإمارات وكثير من الدول الغربية والعربية المتحالفة معهم أضف الى ذلك المرتزقة من الداخل والخارج والتنظيمات الإرهابية ومنها بلاك ووتر الأمريكية والقاعدة وداعش العالمية كل هؤلاء الأعداء والخصوم يسعون ويعملون بكل جهدهم منذ خمس سنوات على استعمار اليمن ونهب ثروته والسيطرة عليه سياسياً واجتماعياً وفي كل المجالات ومع ذلك فشلوا أمام صمود وقوة وصلابة وكفاح الشعب اليمني الصامد.

خلال هذه الأيام وبعد العمليات النوعية التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية كانت هناك عمليات عسكرية نوعية للجيش واللجان الشعبية الأولى وهي عملية استهداف منشآت ارامكو بقيق وخريص التي عطلت أهم الموارد الاقتصادية لأمريكا والسعودية الكامنة في شركة ارامكو والتي اثارت لغطاً عالمياً جمع بين النفاق الدولي القائم على المصالح وبين بشارات النصر التي يترقبها المستضعفون وها هي تتحقق بفضل الله على أيدي اليمنيين الأحرار والعملية الثانية هي عملية نصر من الله التي تمكن خلالها ابطال الجيش واللجان الشعبية من تحقيق نصر لا نظير له على الاطلاق على مشارف نجران تمكنوا خلاله بفضل الله من أسر الآلاف من قادة وضباط وجنود الجيش السعودي ومرتزقته واغتنام عدد كبير من المعدات العسكرية والسيطرة العسكرية على مساحة جغرافية كبيرة جداً تقدر بمئات الكيلومترات ولو أن الأعداء يحاولون نسبة هذه المواقف القوية والعمليات النوعية لجمهورية إيران محاولة منهم لصرف أنظار الناس عن مستوى القوة التي وصل اليها الشعب اليمني وعن مستوى الفشل والضعف الذي يسيطر على دول تحالف العدوان وعلى رأسها امريكا والسعودية والإمارات الذين فشلوا وعجزت منظوماتهم الدفاعية عن التصدي للأسلحة اليمنية.

والمثير للدهشة انه وتزامناً مع هذه العمليات البالستية الاستراتيجية النوعية التي يقوم بها الجيش اليمني قدم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط مبادرة سلام قائمة على القوة والشجاعة والحرص والمصداقية تفضي الى وقف إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة من قبل الجيش واللجان الشعبية الى السعودية مقابل وقف العدوان وفك الحصار على اليمن، أضف الى ذلك مبادرة أخرى تتمثل في اطلاق سراح المئات من الخدوعون كمبادرة من طرف واحد فمثلت هذه المبادرات صفعة قوية لأعداء السلام والانسانية وموقفاً قوياً من موقع القوة والاقتدار والحرص والمسؤولية.

وفي كل الأحوال الميدان لا يزال مفتوحاً لعودة العمليات النوعية الموجعة والطريق لا يزال سالكاً للوصول الى حل سياسي شامل والعاقبة للمتقين.

التعليقات مغلقة.