نبحث عن الحقيقة

إمــام الــثــائــريــن وقــاصــم الــطــغــاة والــظــالــمـيــن( حـــلـــيـــف الـــقـــرآن )

موقع طلائع المجد | مقالات | 29

بقلم / نجم الدين إدريس

 الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين شهيد كربلاء ابن علي بن أبي طالب، قاتل الكفرة والمشركين ، ناصر رسول رب العالمين عليهم من الله أفضل الصلاة والتسليم وعلى آلهم الكرام الميامين   ،

فماذا ينتظر من سلالة النبيين ومعدن الدين وحملة كتاب رب العالمين
هل يمكن أن يكونوا كسائر الناس يخافون الظلمة والملوك الطواغيت !!… 

لا والله ما هكذا يعمل من هو وارث كتاب رب العالمين ،

فمنهجهم ودين جدهم وأبائهم أمرهم بنصرة المظلومين وقتال الظالمين حتى ولو كان ثمن ذلك أرواحهم وأموالهم وحياتهم وهل هناك أغلى من الحياة ،

نعم هناك أغلى منها في قواميس هؤلاء ،

إنها العزة والكرامة .. ،،

 

من أحب الحياة عاش ذليلا
هذا شعار الإمام زيد – عليه السلام – صرخ به في وجوه الطغاة من بني أمية ،
من هو الإمام زيد ؟؟
سؤال يدور في عقول كثير من الناس!!??
بعد ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- التي أطلقها على الملوك المؤسسين لملك بني أمية والذي كان ماسك الملك أنذاك يزيد بن معاوية لعنهم الله .

وبعد حادثة كربلاء المشهورة ومشهور ما حدث فيها من استشهاد الحسين هو وكامل أصحابه ،

عاشت الأمة في سبات تلك المظلومية الكبيرة ، وتعاقبت الملوك من سيئ إلى أسوأ،  إلى أن أتى الملك بيد الطاغية هشام بن عبد الملك بن مروان الذي عاصره الإمام زيد عليه السلام ،

فلما رأى الإمام زيد من تعاظم الظلم والمجاهرة بالمعاصي لم يجد لنفسه بدا ولا في دينه رخصة له في السكوت عن الظلم والظالمين ،

فقد ذهب إلى هشام يأمره بتقوى الله واجتناب محرماته والعدل في الرعية ليكمل بذلك الحجة على الظالمين من النصيحة والموعظة الحسنة ،
ولكن ما إن دخل مجلس هشام حتى رأى ما تقف العقول لرؤيته !!!

لقد سمع ورأى يهوديا يسب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- و في مجلس من يكني نفسه أمير المؤمنين والمسلمين ، كيف ونبي المسلمين يسب بمحضره ولا يحرك ساكنا ، بل يسرح ويمرح بسماعه ذلك السب لنبيه  ،

فصرخ زيد: أن اخرص يا كافر فوالله لو تمكنت منك لختطفت روحك …
فقال هشام… مه… يا زيد… !! لا تؤذي جليسنا..،

أيسب رسول الله في مجلس من يسمي نفسه أمير المسلمين ولا يحرك ساكنا ؟!
بل صار إنكار ذلك أيذاءا للجليس ..!!!
عندها تيقن زيد بعد أن ألقى الحجة 
أنه لا خيار ولا سبيل ثان يمكن أن يتخذ مع هذه الأسرة الظالمة من بني أمية إلا سبيل ومنهج جده الحسين الذي خرج على مؤسسي هذه المملكة الظالمة والمستعبدة للناس ، والمعطلة للدين ، والمستبيحة لكل محارم المسلمين ..،،
فأطلق هتافا أرعب الظالم والطاغية هشام ..،
والله لن تراني يا هشام إلا حيث تكره ..،،
(ميدان المعركة) 

وصرخ قائلا :
يا هشام سأقاتلك ولو لم أجد إلا نفسي وابني يحيى ..،،

وفعلا لم يقابل هشام أو  يرى له وجها بعدها  إلا في ميدان المعركة معدا له العدة لقتلاع ظلم تلك الشجرة الملعونة في القرآن .

زيد إمام الثوار والأحرار خرج لقتال هشام بعد ما اجتمع تحت رايته من كل المشارب والمذاهب ، وأيد خروجه ودعا له علماء كثر في عصره أشهرهم أبو حنيفة النعمان وقتل شهيدا مسموما بسبب دفعه للناس إلى الخروج في صف زيد والجهاد تحت رايته ،

دارت الدائرة وخذل الإمام وتركه أغلب مناصريه خوفا من ظلم هشام وبطشه ،

فلم يبقَ معه إلا القلة القليلة المخلصة ثلاث مئة ونيف مقاتلا عدد المسلمين يوم بدر ،

فقاتل أولئك الثائرون قتال الأبطال وجل همهم إنهاء الظلم وأهله ،

فكانت الجولات الأولى من المعركة لصالح أنصار زيد عليه السلام .

واستمرت المعركة حتى قبل المغرب ومازال أنصار الإمام متقدمين في القتال ..،،

فكما في كل زمان ومكان عندما يهزم الظلمة والجبابرة إلا أن يلجأوا إلى الغدر والخديعة وكل عمل جبان ..،،

فرمي الإمام بسهم غادر وجبان في جبينه الطاهر فانبرى بهذا السهم غبار الحق الظاهر وخمد صوت المظلومين الهادر ..،،

فانقلبت المعركة عكس ما كانت عليه فانسحب أصحاب الإمام أملا في العودة لكرة جديدة برفقة إمامهم الجريح ولكن كان السهم الغادر قد أوغل في جبين الإمام الطاهر وبث سم حقد راميه ..،،

فلما آن الأوآن لتلك الروح الطاهرة أن تعرج إلى السماء في جوار من سبقها من الشهداء والأنبياء والصديقين وهي راضية مرضية غير وجلة ولا خجلة من ملاقات الله ونبيه .. ،،

و لأنه  قال عليه السلام عندما خفقت الرايات بين يديه :

(( الحمد لله الذي أكمل لي ديني فوالله كنت أستحي أن القى جدي رسول الله ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر  ))..،،

وفي احتضاره والموت في جبينه يوصي إبنه يحيى : يا بني قاتلهم ولو لم تجد إلا نفسك فوالله إنك لعلى الحق و إنهم لعلى الباطل… ،،

يا الله ..،، كم هي تلك النفوس عظيمة !!!!..

كيف يخرج من أفواههم مثل هذا الكلام وهم على فراش الموت !!!

لا غرب ولا عجب إنها سلالة الأنبياء والبقية الباقية لله في خلقة  ..،،

مات الإمام ودفن تحت ساقية من سواقي نهر الفرات خوفا على جثمانه الطاهر أن لا يهتدى إلى موضعه ويمثل به، ولكن جنود إبليس اهتدوا إلى موضع دفنه فنبشوه وصلبوه قرابة أربع سنين ولم يتعفن جسده الطاهر طيلة تلك الفترة فكتب التاريخ قد دونت ذلك .. وليس بخاف ..،،

ولم ينزل جسده من صليبه إلا بعد ما مات اللعين هشام وخلفه الوليد فأمر بإنزال جثمان الطاهر و إحراقه وذر رماده في الفرات !!!..،،

فقد أرعبهم حيا وميتا -عليه السلام – ولولا خوفهم منه ما حرق جسده الطاهر ومن ثم يذر في النهر لكي لا يهتدي إلى جثمانه أحد فيكون وقودا للثائرين ليثوروا حتى يقتلعوا الظلم وأهله ..،،

لكن غفل المغفلون وجهل الجاهلون  أن زيدا لم يمت بل حي في قلوب المؤمنين الصادقين ..،،

فقد تعاقبت من بعده الثورات حتى أزل ملك بني أمية ولم يلبثوا بعده إلا وقتا قليلا من الزمن ..،،

صحيح أن زيدا قتل ولكنه لم يمت… فهو حي في كل قلوب الأحرار المؤمنين ..،،

فلم تمت يا زيد وإن صلبوا جسدك وأحرقوا لحمك وذروا رمادك ..،،

فهاهم اليوم أهل اليمن كلهم حسين كلهم زيد وكل منزل كربلاء وكل ميدان الكناسة ..،،
فالحق منتصر بدماء المؤمنين والباطل منهزم بظلم الظالمين وهمة الرجال الصادقين المؤمنين الثائرين بنهج زيد والحسين ..،،

التعليقات مغلقة.