نبحث عن الحقيقة

حبي لليمن أكثر || إبراهيم سنجاب

 أنا من محبى دولة الإمارات وممن يحترمون شعبها ويترحمون على قائدها العربى الاصيل العظيم المرحوم الشيخ زايد , لم نر منه فى مصر وفى العالم العربى إلا كل خير . ولدى استعداد عاطفى كبير جدا للحزن على قتلى الجيش الاماراتى فى مأرب أمس . ولكن حزنى على ضحايا القصف الخليجى فى اليمن أكثر وأعمق , جيشهم يدمر وشعبهم يقتل على مدى 5 أشهر بلا رحمة أو حتى تعاطف , وليس من المنطفى أن تطلب من الذبيح ألا يصرخ ! بينى وبين نفسى لا أجد أى إجابة عن سؤال :

لماذا تقاتل الإمارات فى اليمن ؟ أفهم أن بين السعودى واليمن ( ما صنع الحداد ) كما نقول فى مصر وأفهم أن الكويت والبحرين تابعتان للسعودى , ولكن الإمارات لا. ثم يراودنى خاطر , لماذا لم يقتل فطريون فى اليمن ولا سوريا ولا ليبيا حتى الأن ؟ أليست قطر عضوا فى مجلس التعاون الخليجى والتحالف الدولى فى سوريا وتحالف الناتو فى ليبيا من قبل ؟ ! ما أعرفه أن الإمارات لديها رغبة للاستثمار فى ميناء عدن , وقد تناثرت بعض التسريبات عن حصول شركة موانى دبى الاماراتية على امتياز لادارته لمدة 50 عاما , وهى ذات الشركة التى تقدمت بعروض لتطوير ميناء فارس الايرانى على الخليج وموانى ايران على بحر قزوين قبل عدة أيام , إذن المسأله ليست عداء عربى ايرانى ولا مواجهة سنية شيعية كما تشيع وسائل اعلام السعودى القطرى الناطقة بالعربية والانجليزية وربما بكل اللغات .

ولو أن الإمارات أرادت أن تستثمر فى كل موانى اليمن وأى ميناء عربى على البحرين والخليجين لرحب بها اليمنيون وكل مواطنى الدول العربية . ما الذى يجرى فى البلاد التى نشأنا على احترامها ؟ فى اليمن الذى يقال أنه فقير وهو غنى والامارات العروبية حقا , وفى سوريا النصف الأخر لمصر , وما الذى جرى للسودان عمق الأمة فى قلب أفريقيا وليبيا جناحها الأيسر وقبل هذا وبعده فى العراق المبتلى بعروبته ؟ هل نحن أغبياء فعلا ؟ ومن يقودنا نحو الهلاك وتقطيع الأرحام والأوصال , ومن يستطيع أن يقتع السعودى أنه يستطيع ومعه كل العرب أن يقطع دابر إيران فى المنطقة العربية لو تعامل بالسياسة وأحسن التصرف فى أمواله اذا كان حقا يريد ذلك ولم يكن يؤدى دورا مرسوما أجبرته عليه أمريكا ! عشنا سنوات طويلة بدون الدولة القائد للأمة منذ اللحظة التى طمع فيها الأثرياء الجدد فى دور مصر بعد حرب أكتوبر 73 عندما ارتفع سعر البرميل الأسود من 3 دولار إلى 33 . واليوم إقتنع العرب القاتلين والمقتولين بأن دور مصر القيادى هو الحقيقة التاريخية الطبيعية التى يجب التسليم بها لو كانوا يؤمنون بأنهم أمة واحدة فعلا , وأن لهم مشروعا حضاريا يمكن أن يتقبله العالم أو حتى يرفضه . ولكن هل مصر جاهزة لاستعادة دورها ؟ ومن من العرب سيقبل ومن سيرفض؟ ! ابراهيم سنجاب

التعليقات مغلقة.