الإمام علي عليه السلام
موقع طلائع المجد | أقلامٌ حرّة | 5
| أمين عبدالوهاب الجنيد
إن من أعظم مهام النبي الأكرم في هذه الدنيا تمثلت في صِناعة وترَبيه الإمام علي عليه السلام كأعظم إنجاز وإرقاء مشروع لمن يُريد معرفة معنى صناعة الانسان . ليكون أبََا للهداة الأئمة الأعلام .
نعم إنها الحقيقة التى لم تتطرق إليها الاُمه ! ماذا يعني لها صناعة إنسان يكون نموذجا للعالمين دون أن يكون نبيا . بل يُصنع على يد أعظم المرسلين كحُجة لمن يريد معرفة معنى – خُلاصة مخرجات النبي الاكرم –
لقد كان حقا منهجية توارثها الأحفاد ضمن سلسلة أعلام إلى أن أصبحوا اليوم اُمة تملئ الميدان وَليها ومرجعها ذاك الإمام صَنيع المصطفي المختار .
وبالتالي هذة المهمة الأساسيه للنبي الأكرم لم تُعطى حقها من البحث وإلاهتمام حتى تُدرك الأمة تبعاتها وخصوصيتُها ومنزلتها وأثرُها وانعكاساتُها على سيرة الإمام علي عليه السلام ، كونه الشخص الوحيد والفريد الذي نال وحظا بخلاصة ورحيق ومكنون ورعاية ووعاية تربية النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله منذو نعوُمة اظفاره في حِجره وداره – – خطوة بخطوة – ولحظه بلحظه )
فكما ورد في احد خطب الامام علي عليه السلام حيث قال منها (َ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَ يُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ ( صلى الله عليه وآله ) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ يَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ
فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْر )..نهج البلاغه ص 442 من خطبة اسمها القاصعة
فكان المشروع العملي والفعلي والتنفيذي والتربوي والنظري للنبي الاكرم.قِيما وآخلاقا وعِلما وشجاعة وسُلوكا وكمالا وصفوة واخوة ورشدا ونهجا وامتدادا ومعيارا إلى يوم الدين .
وكما ورد في الخطبه إعلاان من تولى رعاية وتربية النبي الأكرم أعظم ملك من ملائكتة، فانعكست نتيجة ذلك أسمى وارقى وأنقاء تلك الأخلاق والقيم والمكارم على الإمام علي حتى ظفر بذلك الكمال المطلق و نَال نفس المنزلة والمقام فكانت نَفسه كنفس الرسول الأعظم ليكون العنوان و الامتداد للولاية والوصاية والخلافة والإمامة والنبوة .
صلوات الله عليه وعلى أحفاده وذريته ومن أحبه وتولاه واعتصم به وسلك نهجه وطريقه وقاتل وتبرأء من اعدائه . ولحق اثره . وسار علي دربه وجاهد جاهده . وتحلى بصفاته .
اللهم انا نتولاك . ونتولا رسولك . ونتولا الامام علي . ونتوﻻ من امرتنا بتوليهم .
التعليقات مغلقة.