دماء الشهيد الصماد تلاحق دول العدوان.. الرد قادم
موقع طلائع المجد| تقارير | 2
| ذوالفقار ضاهر
يتواصل الغرق السعودي في اليمن عبر تراكم الفشل هناك ومواصلة ارتكاب الجرائم بحق المدنيين العزل بدون اي مبرر، وفي سعي لرفع اسهم قوى العدوان الهابطة حاولت المنابر الاعلامية والسياسية السعودية الترويج لتحقيق انجاز كبير عبر اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد باستهداف موكبه في منطقة الحديدة.
وعلى الرغم من ألم المصاب وخسارة قائد كبير بحجم الشهيد الصماد إلا ان ذلك أثبت ان القائد الشهيد كان متواجدا على الارض مع الناس ولم يكن يختبئ خلف التحصينات، وبالتالي فإن عملية استهدافه من الناحية الأمنية والعملية لم تكن مستحيلة على الرغم من مواصلة ملاحقته من قبل قوى العدوان منذ اكثر من 3 سنوات باعتباره المطلوب رقم 2 من قبل السعودية التي رصدت الكثير من قدراتها لمتابعته وغيره من القادة اليمنيين، ومع كل ذلك فقد استوعب الشعب اليمني الصدمة بصبره وثباته وحكمة قيادته وعلى رأسها قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، وقد بدأ الرد الشعبي اليمني القوي عبر المشاركة المليونية في المراسم الرسمية والشعبية التي نظمت خلال تشييع الرئيس الشهيد، وقد عبّر هذا الشعب عن مدى تشبثه في أرضه عبر مواصلته تشييع الشهيد على الرغم من استهداف طائرات العدوان السعودي الاميركي لمحيط ساحة السبعين في العاصمة صنعاء حيث أقيم التشييع.
قوة الرد اليمني والخسائر السعودية
ولكن ما الذي يمكن استنتاجه من كل ذلك وكيف يمكن تقييم استمرار الغرق السعودي في المستنقع اليمني؟ وهل ما جرى يسجل كانتصار للسعودية وقوى العدوان ام انه يسجل للشعب اليمني الذي حوّل الازمة الى فرصة وقلب كل التوقعات السعودية؟ وماذا يعني تجرؤ قوى العدوان على تجاوز الخطوط الحمراء باغتيال الرئيس الصماد وأي رد يمني سيتحقق في لاحق الأيام؟ وما هو مصير استمرار الغرق السعودي في اليمن وكيف ستكون تبعات هذا العدوان على السلطة الحاكمة في الرياض لا سيما المستقبل السياسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟
حول كل ذلك قال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن محمد البخيتي إن “هذه ليست المرة الاولى التي تقوم بها السعودية بقتل رئيس يمني فقد سبق وتم اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي في العام 1977″،
ولفت الى ان “الفرق اليوم ان الشعب اليمني لديه القدرة للرد على الجريمة وامتلاكه القوة لحماية المشروع الذي حمله الرئيس الصماد لأنه مرتبط بأمة وليس بفرد”.
وأكد البخيتي في حديث خاص لموقع قناة المنار انه “على المستوى التكتيكي هناك رد عسكري قادم على مختلف المستويات والجبهات خصوصا وان هذه الجريمة ارتكبت بعد أن تمكن الشعب اليمني من تحقيق توازن الرعب عبر إدخال منظومة الصواريخ البالستية إلى ساحة المعركة”، واشار الى ان “فشل منظومة الباتريوت السعودية في صدّ الصواريخ اليمنية أفقد قيادة العدوان إمكانية ممارسة عدوانيتها من موقع آمن”، ورأى ان “نقل مكان انعقاد القمة العربية من الرياض إلى الظهران(شرق السعودية) يؤكد تنامي مشاعر الرعب التي باتت تعتري القيادة السعودية كنتيجة لعدوانها على اليمن”.
وأوضح البخيتي أنه “من الناحية الاستراتيجية فقد تجاوز تحالف العدوان ما تبقى من خطوط حمراء باستهداف الرئيس صالح الصماد وتباهيه بالجريمة دون أن يكون هناك إدانة من المجتمع الدولي”، واضاف ان “هذا يقوض النظام الدولي القائم على احترام سيادة واستقلال الدول ويدخل المنطقة في حرب مفتوحة وبالتالي لا يلومنا أحد بحجة السيادة وعدم احترام القانون الدولي عندما يتحرك الشعب اليمني لتقرير مصير المنطقة في المستقبل القريب”.
وشدد القيادي في انصار الله ان “الشعب اليمني استطاع إيجاد حالة من توازن القوى منذ بداية العدوان بفضل صموده، كما حقق توازن رعب بفضل تطوير صواريخه وبنى عملية سياسية مستقرة قادرة على سد الفراغ في أعلى منصب في السلطة وتتحرك في سياق مصالح الأمة”، وتابع “بات من الواضح أن مسار موازين القوى والرعب وعوامل الاستقرار تسير في صالح الشعب اليمني وعلى حساب دول العدوان ما سيمكن اليمن من استعادة دوره التاريخي والأخلاقي ويعيد ترتيب وضع المنطقة بما يحقق مصالح الأمة العربية والإسلامية”.
خطيئة العدوان.. وخيارات ابن سلمان الصعبة
واكد البخيتي ان “القيادة السعودية ارتكبت خطيئة كبيرة وتدرك الآن حجم الورطة التي وقعت فيها بعدوانها على اليمن”، وأشار الى ان “ما يمنعها من الخروج من الورطة هو معرفتها المسبقة ان أي تسوية في اليمن تعني توحيد البنادق وجعل اليمن أقوى دولة في المنطقة خصوصا وأنه صمد في مواجهة تحالف عالمي واسع في ظل انقسام سياسي وحصار خانق”، واضاف “قد عبّر محمد بن سلمان عن خشيته من تبعات ميلاد يمن قوي عندما قال إنه لا يوجد خيارات جيدة في اليمن وان كل الخيارات سيئة وأنه مخير بين السيء والأسوأ”.
وتوجه القيادي اليمني لولي العهد السعودي بالقول “حساباتك لا تزال خاطئة وأنصحك بتبنى خيار السلام كونه الأقل كلفة حتى وإن أفرز دولة قوية الى جوار السعودية”، وتابع أن “الإصرار على خيار الحسم العسكري دون توفر مقوماته وفي ظل مسار لموازين القوى في غير صالح ابن سلمان سيمس بالوضع الداخلي للسعودية ويؤدي لانهيار نظام آل سعود وطي صفحته للأبد خصوصا إذا ما تفجرت حرب إقليمية أخرى انطلاقا من سوريا”.
وفيما لفت البخيتي الى انه “بات من الواضح أن ما يسمى بدول محور الاعتدال(السعودية ومن يسير في ركبها) تتحرك في سياق المصالح الأمريكية كأداوات وبلا قضية”، أشار الى ان “السعودية فشلت في تحقيق اي هدف من عدونها على اليمن وهذا بحد ذاته يعد انتصارا لنا كوننا نخوض حرب دفاعية”، وتابع ان “تورط المحور الأمريكي في العدوان على اليمن مكننا من استخدام هذا الفائض لإستنزافه ماديا وعسكريا ومعنويا وأخلاقيا وهكذا عززنا محور المقاومة وكان صمود الشعب اليمني مصدر إلهام للشعوب الحرة في هذه المنطقة التي تتحرك لمواجهة هذا المحور المعادي”، وشدد على ان “المحور السعودي في المنطقة سينهار لأنه بلا قضية وبلا مشروع ويعاني من أزمة قيادة ويتحرك في سياق يتعارض مع مصالح شعوب المنطقة”.
والأكيد أن دماء الشهيد الصماد ستشكل قوة دفع جديدة للشعب اليمني ومن خلفه الجيش واللجان الشعبية للثبات والصمود والتصدي بكل قوة وحزم لقوى العدوان في مختلف الجبهات لا سيما في تعزيز قوة الرد الصاروخي عبر استهداف المواقع المعادية في العمق السعودي او الاماراتي، لا سيما ان العام الحالي هو عام الرد الصاروخي البالستي، كما ان دماء الشهيد الصماد ستكون عاملا مساعدا لليمنيين لاستكمال مسيرة بناء الدولة والحفاظ على مؤسساتها عبر المشروع الوطني “يد تحمي ويد تبني”.
المصدر: موقع المنار
التعليقات مغلقة.