الجريمة صناعة الهزيمة
موقع طلائع المجد | مقالات | 2
كتب / عبد المجيد إدريس
كانت العربُ سابقا تتسم بصفات الرجولة كافرُهم ومسيئُهم بَرُّهم وفاجرهم، وكانت في حروبها الضروس لا تتعرض للنساء والصبيان والشيخ المقعد،
وقد تحدث أمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك فقال: وإن الرجل ليتناول المرأة بالهراوة وإنه ليعيَّر بذلك في عقبه..
كان التعرض للنساء عارا بالغا يلحق بصاحبه، وحتى لو وصل الحال بهم مبلغا عظيما في النكاية إلا أنهم لا يستقوون على الضعيف، وفي زمنِ الجاهلية الآخرة الجهلاء وأهلها الجبناء الأنذال وأراذل الخلق والخليقة، في زمنٍ يدَّعي أهله الإسلام ويتسمُّون بحماته ويتقمصون سرباله ويلبسون لباسه رئاءَ الناس، ما إن تَحُل بهم الهزيمة في ميادين القتال وساح الجهاد،
ويفرون من أمام الرجال الأبطال، ويقفون مبهوتين من صمود العظماء الأشاوس ويولون الأدبار ويجبنون عن منازلة الرجال، إذا هم لا يجدون من يصبُّو جام غضبهم عليه إلا النساء والأطفال والأبرياء الآمنين، أليست هذه الأفعال هي أفعال الجبناء العجزة؟
أليس ذلك من أفعال المنهارين معنويا ونفسيا؟
بل من أعمال المنسلخين عن إنسانيتهم وأخلاقهم، جريمة سوق سحار بوادي علاف جريمة من تلك الجرائم التي ما فتئ العدو في صناعتها نتيجة انهزاماته المتكررة في ميادين الوغى، دائما بعد كل هزيمة منكرة تلحق بالعدو المتغطرس والجبان لا يجد ما يشبع غريزته وشهوته الدموية إلا استهداف الضعفاء والآمنين،
ويا للعار فمن مسافة بعيدة ومن على طائراته يلقي بغضبه وسخطه على الأبرياء، هل هذه أخلاق الحرب يا آل سعود؟ هل هذا إسلامكم الذي تعلمتموه؟ هل هذه قوانين المعركة؟
يا أعراب منذ متى تتسمُّون بالإسلام وأنتم منسلخون عن الدين انسلاخا تاما؟
ألا تخجلون من هذه الجرائم! ألا تخافون الله؟
ألا تستحون؟
يا أدوات أمريكا وإسرائيل تبا لكم وسحقا لكم يا أنصاف الرجال ولا رجال،
إن كنتم حقا أبطالا ورجالا فواجهوا رجالنا واثبتوا أمام صمودنا ولا تفروا من أرض المعركة،
هذه الجرائم لن تعطيكم انتصارا كما تظنون، هذه الجرائم تفضحكم وتعريكم أمام الله والعالم،
فتربصوا يوما قريبا يحل بساحتكم وداركم وسنتربص بكم الدوائر، وإن غدا لناظره لقريب.
#مجزرة_سوق_علاف_بسحار
التعليقات مغلقة.