21 من سبتمبر من ثورة ضد الأزلام إلى مواجهة رأس الاستكبار
موقع طلائع المجد | مقالات | 20
بقلم / نجم الدين إدريس
في عالم العجائب يصبح الحق باطلا والباطل حقا والثورة انقلابا والانقلاب ثورة !!
عجيب جهل ما يجري وأعجب منه أن تدري !!!!!
في الحقيقة الأمر أن العالم كله يظن أنه في عصر الحرية والعيش بكامل الاستقلال، وبعيدة عن الوصاية ، أو العبودية لأي قوى متسلطة.
ولكن الواقع عكس ذلك تماما فالعالم يعيش في ظل عبودية وكبت واستعمار لم يشهد له التاريخ مثيلا أبدا .
قد يقول البعض أن هذا غير صحيح أو هو ينطبق على دول محددة بعينها لا على العالم بأكمله ,
وأنا أقول :
كلا كل العالم يعيش في ظل تسلط قوى مسيطرة عليه تماما، إما بشكل مباشر أو غير مباشر .
وفي هذه السنوات الأخيرة ظهر علنا ومباشرا وبالمكشوف ، وهاكم أكبر الأدلة :…
اليمن وفي ظل هيمنة خارجية طويلة دامت لعشرات السنين قرر أبناء اليمن الأحرار التخلص من عباءة العبودية والذل والمهانة والخضوع للخارج فاندفعوا بكل حماس في ثورة الحادي عشر من فبراير وكلهم أمل أنّ يروا البلاد حرة مستقلة تنعم ولو بحد أدنى بخيراتها فقط ولا تريد زيادة عليها .
ولكن ما حصل من أيادي الخارج من سرق للثورة وبيعها لإربابهم بفتات خيرات أسيادهم الذي تمثلت بالإبادة الخليجية (المبادرة الخليجية)
أحبط الشعب وخابت آماله،
ولاكن ظل من كان حرا وأبيا ويتطلع إلى ثورة حقيقية مرابطا في الميدان والساحات لعدة سنوات
في ظل قمع وقتل للثوار الأبطال من قبل نظام الخارج ،
و لم يهنوا أو يتوانوا أو يضعفوا وكلهم أمل في يوم مشرق يبزغ على زرعهم الذي زرعوا ليحصدوا ثمرة صبرهم وثورتهم. فأتى اليوم المشهود21من سبتمبر الذي كان بالنسبة لكل من ساهم في تلك المرابطة هدية من الله ليحقق طموح الثوار المرابطين ،
ويكون نصرا من الله لهم على صبرهم وجهادهم .
فاشتعل فتيل تلك الثورة المباركة ليصل لهبها إلى أقدام الطغاة والمجرمين،
واقتلعتهم من الأرض التي عاثوا فيها الفساد والطغيان بكل أشكاله وألوانه ،
وأعلنت قيادة الثورة بذلك يوم الانتصار فتهلل الكل بفرح وزهو عانق عنان السماء .
أما قوى الخارج الاستعمارية التي لا تعيش إلا بقتل الشعوب ولا تستقر إلا بخراب الدول ضجت ضجيجا ملأ الدنيا صياحه،
وأنَّت أنين الثكالا في مرابضها .
فقلق نتنياهو وبكا بن سعود وتخوف كيري وأدان مجلس الخوف و الخراب!
فأكثر ما أقلقهم في هذه الثورة أنها لم تكن تدار من أي دولة في المنطقة بل العالم حتى لو كانت إيران كما يدعون داعمة لهذه الثورة أو هي من أشعلتها لما كان تخوفهم بهذا الحجم وقلقهم الشديد .
لا غرابة في الأمر لأن المعادلة تقضي بعدم السماح للشعوب بالتحرر من أي وصاية أما إذا كان خاضعا لوصاية شرقية أو غربية فلا تخوف لأنّ في الأول والأخير
إذا كانت هذه القوى تخضع لأي دولة من دول الهيمنة العالمية فلا قلق لأنّ هذه القوى لها مصالح مشتركة ويمكن إذا كانت هناك مخاوف أن تحل وفقا لهذه المصالح ،
بالمختصر أكثر ما يقلق دول الاستكبار الغربي والعالمي هو تحرر الشعوب من أي وصاية لأنّ ذلك يؤدي إلى تحرر الدول الأخرى ويستيقظ الأحرار من كل العالم ويصحوا من ظلام النفوذ الأمريكي الصهيوني الغربي على العالم .
فلا تعجبوا يا أبناء اليمن الأحرار فثورتكم من أعظم الثورات بشهادة هذا العدوان الذي شن عليكم، وإن لم تكن كذلك لما شنت عليكم هذه الحرب العالمية من كل دول العالم، نعم الكل وليس البعض ،
لأنّ من سكت عن الظالم فهو شريك له في ظلمه، وصمته تأيد وتشجيع للظالم على التمادي في ظلمه .
فلو لم يحصل ما حصل لكنت أشكك في ثورتنا ولكن ما حصل أكبر دليل أننا ثوار على نهج الأحرار .
التعليقات مغلقة.