نبحث عن الحقيقة

فراعنة العصر ( 8 )

رعاية الله وتربيته لأولياءه

بقلم/عبدالمجيد إدريس

طلائع المجد | مقالات | 4

ويستمر المشهد والصراع بين الحق والباطل بين فرعون الذي يمثل العلو والإستكبار والظلم وبين موسى الذي يمثل التواضع والحق والعدل قد تختلف الشخصيات وتتغير المسميات ولكن النفسيات تتفق ولا تتغير فالصراع قائم بين العدل والخير وبين الظلم والشر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

فبعد أن قرر الملأ بأن يقتلوا موسى ويتخلصوا منه خرج إمام المستضعفين خائفا يترقب معتمدا على الله ومفوضا أمره إليه سافر عليه السلام وكانت هذه السفرة الأولى له فليس معه دليل ولا معين ولا ناصر غير الله سبحانه وتعالى فيا شعب الإيمان والحكمة اتركوا الخلق وثقوا بالخالق جل وعلا وتوكلوا عليه فهو المعين والناصر،
نفذ عليه الطعام والشراب وتحمل مشقة السفر والجوع حتى أنه أكل أوراق الشجر، ولكن ذلك يهون في سبيل الله لم يكن موسى يريد النجاة لنفسه ولكن ليستمر العدل والخير والقسط في الأرض،
نعم، يهون كل غال ورخيص في سبيل الله، والآن يا أهل اليمن العظماء ألستم تتحملون عناء الحرب ومشقتها؟
ألا يهون ذلك برأيكم لأجل الحق والعدالة والخير؟ ألا تتحملون حصار عدوكم؟ أليس ذلك بنظركم يهون لأجل كرامتكم وحريتكم؟
هل ترضون أن تبيعوا وطنكم وأعراضكم بل ودينكم من أجل التافه من المال اليسير والحقير؟ كلا فلستم كذلك
لأنكم أهل الرجولة والنخوة والشهامة كفاكم يا شعب اليمن بالله وكيلا وكفى بالله نصيرا،

أيها القراء الكرام نقف مع قول الحق تعالى وهو يصف المشهد المبارك بقوله * وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيلِ*
من كان اعتماده عليه موسى؟
هل اعتمد على أحد من الخلق؟
رددوا في نفوسكم ما قاله إمام المستضعفين: عسى أن يهديني ربي سواء السبيل، ونحن في حربنا هذه ضد أعداء الإنسانية نقول:عسى أن يهدينا ربنا سواء السبيل، عسى أن ينجينا من القوم الظالمين والكافرين، فهو وحده القادر على كل شيء ومن بيده ملكوت السماوات والأرض، لقد وصل موسى مدين وتحمل وعثاء السفر ومشقة الطريق وعناء الجوع والعطش لأجل الله وفي سبيل الله فلما وصل إلى مدين وجد بئرا وعليه أمة من الناس يسقون رعائهم، كان الأحرى بموسى أن يطلب من القوم أن يسقوه أو يستقي هو بنفسه ويطلب منهم الطعام ويذهب ليرتاح بعيدا عنهم، ولكن موسى لم يكن هذا ولا ذاك فهو العبد الذي أعلن دعوته بأنها للإصلاح وإقامة القسط والأخذ على يد الظالم والعون للمظلوم فدعوته شعارها الإصلاح ويضحي من أجلها بنفسه ونفيسه،
لذلك فقد نسي الجوع والعطش والتعب وأخذ بزمام عقله ما لاحظه فهو الملاحظ الشديد إذ وجد حالة من المعاناة عند تلك البئر وجد فتاتين بجانبه لا يستطيعان أن يسقيا رعاءهما بسبب زحمة الناس وهما فتاتان لا أحد معهما ولا قريب لهما يسقي لهما الرعاء فأبوهما شيخ كبير
فجاشت عواطفه وبادر لإعانتهما بالرغم أنهما فتاتان ولكن دينه ومروؤته وشهامته تأبى عليه الصمت والسكوت فسقى لهما وأعانهما ولم يطلب أجر ما سقى لهما ولا حتى طعاما لأنه الكريم الذي يعتمد على ربه ويثق به كامل الثقة وهذا الموقف موقف عظيم للغاية وفيه دروس وعبر عظيمة وكبيرة للمؤمنين والمصلحين من أجل فتاتين تحرك موسى،
أفلا نتحرك لما يحصل في بلادنا من سفك الدماء البريئة وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها والمجاعة التي يختلقها الغزاة المستعمرون؟ ألا نتحرك لنصرة بلادنا والدفع عنه؟ أفلا نجاهد والمستضعفون من الرجال والنساء والولدان يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا؟ هل تبقى هناك حالة من الشك والريب في جهاد أعداء الله وأعداء الإنسانية؟ هل نصمت ونحن قد ظلمنا وغزينا إلى عقر ديارنا؟ إن لم نتحرك وننصر ديننا فمتى سنتحرك؟
هل إذا غزيت ديارنا وانتهكت أعراضنا واستبيحت أرضنا……….وللكلام باقية فتابعوا معنا…..

التعليقات مغلقة.