النظام السعودي يختنق بحبل المشاكل الداخلية والخارجية
طلائع المجد_/خاص_تقارير:
نتيجة للسياسة الهوجاء التي يتبنّاها النظام السعودي في العلاقات مع الخارج وإدارة الأزمات في الداخل والتي تنتهج القوة أوما يسمى ” بالحزم ” نتج عنها حبل خانق من المشاكل مع اليمن وسوريا والعراق وإيران ومع حزب الله اللبناني ومؤخرا مع دولة قطر ، وصراعه مع بن نايف والعديد من اسرة ال سعود وكذا الإحتجاجات في العوامية والصراع مع المؤسسة الدينية ، والأزمات الاقتصادية وارتفاع معدل الفقر والبطالة بين المواطنين ليلتف حول عنق النظام السعودي والذي لم يترك لنفسه متنفساً يستطيع الخروج منه.
ومن أبرز تلك المشاكل على المستوى الخارجي هو العدوان على اليمن والذي تقوده الرياض، والولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات المتحدة والذي دخل عامه الثالث، حيث فشلت الرياض وحلفاؤها من تحقيق الأهداف التي أعلنوها في بداية انطلاقة “عاصفة الحزم” .
وكلما حققته هو الكثير الكثير من ملفات جرائم الحرب، فيما استنزفت ميزانيتها بشكل فظيع في حرب لم تعد قادرة على الخروج منها، إلى جانب الخسائر في صفوف جيشها وعتادها والكثير من أراضيها على الحدود، بالإضافة إلى انها شارفت على خسارة آخر أوراقها في الداخل اليمني والتي تتمثل في حزب الإصلاح الإخواني والذي تم تصنيفه ضمنياً في قائمة الإرهاب التي وقعتها مع الإمارات ومصر والبحرين باعتبار أن بقية التنظيمات التي تواجه الجيش اليمني واللجان الشعبية تتبع دولة الإمارات وخصوصا في الجنوب .
وإلى جانب الفشل الذي حققته السعودية في اليمن حققت أيضا فشلا ذريعاً في الصراع الذي تبنته منذ انطلاق الربيع العربي ضد النظام السوري والحكومة العراقية، وحزب الله في ملف الرئاسه بلبنان ، وكذا في الملف النووي الإيراني، وملف حصص بيع النفط في منظمة أوبك، والذي أنفقت في سبيل ذلك مليارات الدولارات .
ولم يتوقف نظام “الحزم” من صنع الأزمات وبناء التحالفات حيث اشعل في يونيو الماضي وفي تحالف ضم الإمارات ومصر والبحرين ازمة دبلوماسية خليجية مع دولة قطر، والتي كانت حليف استراتيجي للسعودية في العدوان على اليمن ، وفي سوريا والعراق، وكما خسر تأييد سلطنة عمان في تحالفاته ضد سوريا واليمن خسر الكويت ايضا في الأزمة مع قطر والتي ادارت الأزمة بمرونة عاليه، عززت من انتكاسات الرياض .
وفي ظل تلك التحالفات والتي ظهرت الإمارات فيها كحليف استراتيجي للسعودية وخصوصا في العدوان على اليمن والصراع مع قطر إلا ما تقوم به الإمارات في جنوب اليمن كشف ما تحت الستار بين الدولتين حيث دار بينهما صراع حقيقي عبر أدواتهما في اليمن والتي تتمثل في حزب الإصلاح الإخواني حليف الرياض والحراك الجنوبي حليف الإمارات .
وفي الداخل دارت منذ تولي الملك سلمان معركة الإعفاءات والتعيينات داخل الأسرة، والتي كان ابرزها إعفاء ولي العهد محمد بن نايف ، وتعيين محمد بن سلمان بدلا منه ، إلى جانب إعفاء عدد من اسرة ال سعود وتعيين آخرين يوالون بن سلمان، وظهر شدة النزاع داخل الأسره في قمة العشرين والتي لم يحضرها الملك سلمان ولا والي العهد محمد بن سلمان والذي قيل ان سبب ذلك خوفه من حدوث انقلاب .
كما توسعت الاحتجاجات في العوامية ضد النظام السعودي والذي ارتكب بحق ابنائها جرائم فظيعة، ونفذ إعدامات بحق العديد من المحتجين بالإضافة إلى قيامه بحملات عسكرية احدثت دمارا كبيرا في كثير من البلدات .
محمد بن سلمان الذي قلّص من نفوذ المؤسسة الدينية زج بـ 6 من علماء الوهابية في السجن نتيجة انتقاداتهم لتقليص نفوذ المؤسسة ومعارضتهم لمشاريع الترفيه التي يتبناها بن سلمان وما يسمى بالليبراليين .
ونتيجة لتلك الأزمات والصراعات انفقت المملكة مئات مليارات الدولارات، كان اخرها ما قدمته من صفقات بمبلغ 450 مليار دولار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي وصف الرياض في حملته الانتخابية بالبقرة الحلوب ، إلى جانب التدهور الاقتصادي والانخفاض الحاد في معدل النمو، كل ذلك تسبب في انتشار كبير في معدل البطالة وانتشار الفقر بين المواطنين السعوديين بسبب عمليات التقشف التي اقرها النظام السعودي، وارتفاع الأسعار في الكثير التي المواد الضرورية التي تم رفع الدعم عنها .
ومن هنا يمكن للقارئ أن يتساءل إلى أين يذهب النظام السعودي بأزماته التي باتت تحاصره بشكل خانق وقد تؤدي إلى تفكّكه وتدهوره وربما سقوطه الوشيك “كما يرى مراقبون” ؟
التعليقات مغلقة.