موسم الزراعة يطلُّ على ربوع أرض السعيدة فهل سيكون سر الصمود اليمني في وجه العدوان ويحسن استغلاله ؟
خاص/ طلائع المجد
اليمن يُصنف من البلدان الزراعية ولكن ما هو سر تراجع الزراعة فيه ؟؟؟
وكيف تحوّلت اليمن من بلد مصدر لكل أنواع الزراعة وأحسنها في العالم الى بلد مستورد لأدنى المحاصيل الزراعية وهي القمح ؟؟؟
وبات يستورد البن من الدول التي تعلمت زراعة البن من اليمن واستجلبته منه ؟؟؟
لقد شهد القطاع الزراعي في الجمهورية اليمنية تراجعاً وإخفاقات كبرى منذ السبعينات رغم أنه كان يحقق لليمن الإكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية تراجع الاكتفاء الذاتي إلى 15% وتدنّي مساهمة الناتج الزراعي في الدخل المحلي الإجمالي إلى 13%، برغم أن المجتمع اليمني مجتمع زراعي ويعمل في هذا القطاع 53% من قوة العمل كما يعتمد 50% من سكان الجمهورية على عوائد الإنتاج الزراعي، بلغ ما يستورده اليمن من المواد الزراعية خلال الفترة 1999م إلى 2001م 812 مليون دولار بما يعادل 37% من إجمالي الواردات، بينما بلغ متوسط الصادرات من نفس المواد 71 مليون دولار وهو ما يمثل 2.4% من إجمالي قيمة التصدير.
وقد مثّل تراجع الإنتاج الزراعي والذي بلغ معدل النمو فيه 2% فقط مع نمو سكاني يقدر (3.5%) خطرا على الاستقرار الاقتصادي والسياسي في اليمن حيث يمثل النمو في هذه القطاع نسبة اقل من نسبة الزيادة السكانية مما يعني وجود فجوه بين النمو السكاني والزراعي وعلى اعتبار بان قطاع الزراعة هو القطاع الأساسي الذي لا يتأثر بالتقلبات والعوامل الخارجية كما هو علية الحال في المصادر الاقتصادية الأخرى كالنفط والسياحة وغيرها إلا أن النمو في هذا القطاع يعد منخفض جدا كمؤشر لمخاطر اقتصادية حقيقية وانتشار للفقر والمجاعة بين السكان .
فالإنتاج الزراعي الذي يعتمد بشكل أساسي على مياه الإمطار يتعرض للتناقص في مواسم الجفاف، كما لا توجد هناك أي خطط حكومية لدعم هذا القطاع ولهذا نجد بعض المنتجات التي يرتفع إنتاجها في موسم الصيف مثل (البطاطس) تتعرض للإتلاف أو تدني أسعارها لعدم وجود سياسات حكومة فيما يتعلق بالتخزين أو التسويق لتلك المنتجات والتي يرتفع سعرها في مواسم الشتاء إلى أسعار كبيرة مع تدني نسبة الإنتاج، ولهذا نجد بأن قطاع الزراعة والذي يواجهه تراجع مستمر يشكلا فجوة كبيرة بين نمو هذا القطاع والنمو السكاني الذي يعد من أكبر المعدلات في العالم ينذر بمخاطر كبيرة على استقرار البلاد بسبب تفشي ظاهرة الفقر ولاسيما بأن اغلبية من يعتمدون على هذا القطاع يتواجدون في الأرياف والذي يمثلون أكثر من 70% من عدد السكان في اليمن .
و تضاريس الأرض اليمنية صعبة ولا توجد أنهار وإمدادات المياه شحيحة، على الرغم من كل هذه العوامل تمكن اليمنيين القدماء من إبتكار نظام ري ومحافظة على المياه قل نظيره في العالم القديم مما مكنهم من زراعة محاصيل متنوعة حولوا صحراء الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية إلى أراض زراعية وواحة خضراء وسط الصحراء القاحلة ،
و أبرز المحاصيل الزراعية في اليمن هي الدخن والذرة والقمح والمانجو والموز والبابايا والبطيخ وحمضيات مثل البرتقال والليمون والكمثرى والتفاح والخوخ والعنب ويزرع في اليمن البن وبدأت تجارته حول العالم عن طريق اليمن وإنتشرت في القرن السادس العشر لتبلغ مصر وتركيا وفارس وإندونيسيا وأوروبا والأميركيتين عن طريق ميناء المخا .
والكلمة (الاتينية: Coffea arabica كوفي أرابيكا ) هي مجرد كلمة أخرى للبن اليماني .
حيث تأثرت زراعة البن بازدياد عدد مستخدمي القات فإقتطعت أراض كثيرة صالحة لزراعة محصولات أخرى لزراعة القات الممنوع في أغلب دول العالم باستثناء اليمن وإسرائيل (بشكلها الخام فحسب) ودول القرن الأفريقي وكينيا (بشكلها الخام فحسب في كينيا)
و يوظف قطاع الزراعة حوالي 54.2% من القوى العاملة في اليمن وحسب الإحصاءات الرسمية فإنه يشكل 20% من الناتج الإجمالي المحلي .
تجدر الإشارة إلى ان السيد عبدالالمك الحوثي كان قبل يومين وجّه في خطاب له بالاهتمام بالزراعة واستغلال موسم الزراعة بتعاون رسمي وشعبي .
التعليقات مغلقة.