نبحث عن الحقيقة

(التاريخ يوضّح لنا عقليات التكفيريين وطريقة التعامل معهم) (1)

بقلم:السيد العلامة عبدالمجيد الحوثي*
إذا أردنا أن نعرف كيفية التعامل مع التكفيريين ،ونفهم نفسياتهم فعلينا أن نعود إلى التاريخ قليلاً و وبالأخص إلى حرب صفين التي و قعت بين الامام علي عليه السلام و معاوية بن أبي سفيان؛ فعندما كاد جيش معاوية أن ينهزم و صار يجهّز خيله للهروب بعد أن كاد الاشتر النخعي يصل إلى خيمة معاوية..هنا كان لا زال في جعبة عمرو بن العاص بعض الحلول؛ فقد كان يعرف أن جيش الإمام علي عليه السلام فيه الكثير من هذه العقليات التكفيرية التي يمكن استغلالها لقلب دفة المعركة لصالح معاوية وجيشه
 
فقال لمعاوية: (لآتينّك بشيء إن أجابوا إليه اختلفوا و إن رفضوه اختلفوا) فقام برفع المصاحف على الرماح وقال:(بيننا و بينكم كتاب الله) فقال الإمام علي عليه السلام:(إنا أحقُّ من أجاب لكتاب الله ولكن معاوية وابن العاص ليسوا أهل كتاب فقد صحبتهم صغارا وكباراً فكانوا شراً صغاراً و شراً صغارا) فأصرّ الخوارج على أن يتوقف الامام علي عليه السلام عن القتال فأرسل إلى الأشتر أن توقف فقال الأشتر :(يا أمير المؤمنين أمهلني فؤاق ناقة فقد أوشكت على النصر) فأحاط عشرون ألفاً من الخوارج الذين قد طبعت أثر السجود في جباههم بالإمام علي وأرسلوا إلى الأشتر أن توقف وارجع والا قتلنا علياً فرجع الأشتر يلعنهم ويسبهم.
 
فتأمّل كيف استطاع عمرو بن العاص أن يعرف عقلية هؤلاء السطحية و نظرتهم القاصرة و ادخل جيش الإمام علي عليه السلام في خلاف كان نتيجته انتصار أعدائهم بعد أن أوشكوا على الهزيمة و بهذه العقليات رجع معاوية وجيشه منتصرين وانقسم جيش الإمام علي عليه السلام و تقاتلوا كما سنوضّحه في منشور لاحق فإذا كان دهاء عمرو بن العاص قد استطاع استغلال هذه العقليات ،وتوريطها في اقتتال داخلي فكيف بأجهزة المخابرات الأمريكية الصهيونية في هذا العصر و للحديث بقية .
*أمين عام الملتقى الإسلامي

التعليقات مغلقة.