نبحث عن الحقيقة

!! عــــــــــــدن حُـــــــــــــــــرَّة !!

بقلم نجم الدين إدريس

مقالات_طلائع المجد

ما يحدث في عدن اليوم خاصة وفي الجنوب عامة تنطبق عليه الآية الكريمة ( إنَّ الملوكَ إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزةَ أهلِها أذلةً وكذلك يفعلون) . فمنذ أن دخل ملوكُ الخليج الجنوبَ وعدنَ أفسدوها وجعلوها حماماً من الدماء التي تُسال في أبشع صور القتل والدمار . فلا تكاد عدن تخلو من قتلٍ أو جريمةٍ ترتكبها أيادي الإحتلال في الجنوب من داعش والقاعدة يومياً فلا ينجلي غبارُ جريمةٍ او عملية انتحاريةٍ إلا والأخرى تليها تبعاً. الذي حدث اليوم مجزرة مروعة بحق مجنّدين مرتزقة بمعسكر الصولبان بمدينة عدن إثر عملية إنتحارية حدثت في ذات المعسكر للمرة الثانية ولليوم الثاني على التوالي وخلفت اكثر من 80 قتيلاً وعشرات الجرحى . فليس هذا الحدث الذي استدعاني للكتابة لهوله او بشاعته _رغم هوله وبشاعته_بل نفس الأحداث التي تحدث من نوع هذا الحدث بشكل شبه يومي في مدينة عدن خاصة والجنوب عامة . ومما استثار قلمي ليكتب عنوة عنه عن مجمل هذه الأحداث،، الشاهد في الكلام هو عدة تساؤلات تدور في أذهان المتابعين والمشاهدين للأخبار وهي: عدن تحررت .. فلماذا يحصل كل هذا فيها وفي داخلها جنودٌ من كل دول العدوان الغازي !!! ومن المستفيد من هذا القتل والدمار ومن يقف وراءه ؟؟ أما جواب السؤالين الأولين فالآية التي تقدّم ذكرُها فإنها تجيب بكل بلاغة عنهما. الذي يتضح معناها: أن الملوك لا يسعون عبر التاريخ والعصور لبث الأمن والإستقرار في أي بلد يغزوه إنما همهم أن يجنوا ثرواته ويدمروا بنيته ويشتّتوا جمع أهله لكي يستتبّ لهم الحكم والسيطرة على ثروات الشعوب ورقابهم وبلادهم. أما من هو رواء هذه الأحداث فأعتقد في كلامي السابق ما يزيل الشكّ والريب واللبس . ولكن لتوضيح لبس تصريحِ داعش وتبنّيها للعملية ومعظم العمليات في عدن والجنوب فهذا لا شك فيه ومن العمل الروتيني والطبيعي لهذه الجماعة أنها ومذ أُنشأت وبُثّت في الوطن العربي تتبنّى وتعمل وفق أوامر رعاتِها من دول الخليج وملوك النفط . فكانت في المن وبالذات في المحافظات الجنوبية يد الغزاة والمحتلين التي يدمرون بها الجنوب أرضاً وإنساناً ليكون الجنوب بأرضه وثرواته وشعبه لقمة صائغة للغزاة والمعتدين . وليس من الحق أن نخلي طرف الفار هادي من ظلوعه وراء مثل هذه العمليات اذا سبق له وهو يحكم البلد بأكمله أن انتشرت مثل هذه الأعمال في معظم محافظات الجمهورية وبالذات العاصمة صنعاء مركز وعاصمة الدولة والتي تتواجد فيها كل أجهزة الدولة بكامل ماكينتها الأمنية والعسكرية . فانتشر الإرهاب وسط العاصمة صنعاء فكانت كما هي اليوم العمليات الإنتحارية والإغتيالات شبه يومية ومُدارةً من السفير الأمريكي والسعودي وبعلْم الفارّ هادي بكل تلك المخططات بل هو أحد المخططين لها. فما إن فرّ الهارب من صنعاء واليمن إذا بالأمن والإستقرار يعمُّ صنعاء وصارت من أكثر المحافظات والمدن امناً وهدوءاً بعد أن كانت أشدها وأكثرها انفلاتاً من الأمن و بشكل مخيف جداً . لا تذهب عزيزي القارئ بتفكيرك وتحليلك بعيداً فأنا لا زلت على موقفي الأول أن السبب الرئيسي في انتشار داعش والقاعدة في عدن اليوم وصنعاء بالأمس هم ملوكُ النفط وأربابهم من الأمريكان؛لأن الهاربَ هو عبدُهم الطائع الذي اختاروه في المبادرة الخليجية لكي ينفذ السيناريوا الذي أعد لليمن منذ سنين وأتى مخرج الفلم الذي يطبقه كما خطط له فمثل سيناريوهم على أرض الواقع. وصارت اليمن ألعوبة في يد ملوك العهر والزهايمر يقتلون اليمني في جنوبه بالمفخخات الأرضية وفي شماله الذي عجزت وفشلت مفخخاتهم الأرضية أذاقوه الموت ألواناً بمفخخاتهم الجوية . فليس أمامك يا شعبَ اليمن المظلومَ في شماله إلا زنادُ بندقيّتك لكي تذيقَهم من نفس الكأس الذي ذُقتَه وتردعهم عن غيّهم وتفشل بها كل مخططاتهم الإجرامهم . أما في جنوبه فبالصحوة الوطنية والإنسانية و بمعرفة من هو العدو الحقيقي و تغليب جانب المصلحة العامة الوطنية على المصلحة الخاصة الأنانية وعدم الزجّ بإخواننا الجنوبيين في الدفاع عن الحدود السعودية والانتحار في سبيل حماية ظهر العدو الحقيقي للمين بكله .

التعليقات مغلقة.